Wednesday, March 13, 2013

تركيا


يعتبر الزواج من المراحل المهمة في حياة الإنسان كان رجلا أو إمراءة, لأن الزواج يقوي و يقرب العلاقات الإجتماعية و الأسرية. و في القرى و المجمعات السكنية الصغيرة نرى أن الزواج يُدخل الجميع فيه و بذلك يُعتبر عِيدا في تلك المناطق. و للزواج مراحل خاصة به بالإضافة إلى المراسم التي يحتوي بعضها على أكل و شرب أو فرح و البعض الآخر يحتوي على إهازيل.
تتألف المراحل التي يمر بها مراسم الزواج من التالي :
أ‌.        ما قبل الزواج
        طلب العروس
  1. قراءة الفاتحة
2. الحلو
3. الخطوبة4. إرسال الجهاز و عرضة
5. حمام العروس
ب‌.   العُرس
1. ليلة الحناء
أ. حناء العروس
ب. حناء العريس
2. أخذ العروس
3. عقد القران
4. الدُخلة
5. ما بعد الدُخلة

عند إعطاء القرار بالزواج يبداء العمل على البحث على عروس له. في السابق عند العائلات التقليدية يتم الزواج في نظارة الأب و الأم. و في الايام الحالية نرى أن هذه العادة أصبحت تقل عن السابق. يتعرف الشباب على بعضهم البعض و يقرروا الزواج معا أو يجتمع الكل و يعطوا القرار في هذا الموضوع.
لزواج بالأصول القديمة يُعتبر من الأصول التي تم الزواج بها ؛ في هذا النوع من الزواج تقوم الأم و النساء المقربات من العائلة بالذهاب إلى بيت العروس و إذا أُعجبوا بها يأتي العريس ليرها و إذا إتفقوا يتم الزواج.


و من ثم يقوم العريس بالذهاب إلى بيت العروس ليطلبها من أبيها, يذهب العريس مع كبار العائلة (الجاهة, و من الأيام ذات الطالع الجيد يوم الخميس و يوم الأحد). يتم الذهاب لطلب العروس بأمر الله جل جلالة و قول الرسول صلى الله عليه و سلم.
و لأن بيت العروس بيت دلع لا يوافق على إعطاء العروس في المرة الأولى. و بعد أن يتم طلب العروس أكثر من مرة و يتسنى لأهل العروس من التفكير و إعطاء القرار الإجابي في هذا الموضوع. و يتم قراءة الفاتحة بعد الموافقة. و يقوم العريس بتلبيس الدبلة في نفس اليوم أو يتفق الأطراف على عمل حفلة خاصة للخطوبة. و يتم شرب (الشربات) العصير و ما شباه, شُرب الشربات يعني أن البنت أُعطيت للطالب. و يتفق العوائل في تلك الساعة على تاريخ العُرس و الجهاز و المهر و ما في هذا القبيل.

و بعد إتمام هذه التحضيرات يقمن النساء بعمل مراسم خطوبة في بيت العروس. يقوم أهل العريس بتقديم الشبكة و الهدايا للعروس. و يمكن عمل أكل في حفلة الخطوبة و ذلك حسب الطلب. و تكون الخطوبة المرحلة الأولى من الزواج و بتلك المرحلة يتعرف الطرفين على بعضهم البعض جيدا. و إذا لم يتفق الأطراف في فترة الخطوبة ينفصلا عن بعضهما و لكن هذا الوضع غير مرغوب به.




و بعد ذلك تأتي مرحلة العُرس. و يتم دعوة الناس إلى العُرس, في السابق و ما زالت تُقام في القرى و هي توزيعيُضع الملبس أو ما شباه في قطعة من القماش و يوزعها أحد من العائلة و بذلك يتم دعوة الأهالي إلى العُرس.
في الرويات و القصص يقال أن العُرس يتم خلال أربعين يوم و ليلة لكن في منطقة الأناضول العُرس يتم في ثلاثة أيام. و في أيامنا الحالية أصبح يومين فقط و هم يومي نهاية الأسبوع حسب الوضع الإجتماعي و الإقتصادي.
يتألف العُرس الذي يُعتبر أساس الزواج من مرحلتين و هما :

أ‌.  ليلة الحناء 
ب‌.  أخذ العروس
المراسم التي تُقام في اليوم السابق للعُرس تُدعى بليلة الحناء, يقوم الطرفين بعمل ليلة الحناء و لكن على الأخص يعملها أهل العروس.


يجتمع النساء في بيت العروس و بعد التسلية و الغناء يبدئن بغناء الأغاني الحزينة ليجعلوا العروس تبكي.
 و يتم إحضار الحناء التي تم بلها بالماء موضعة في صينية و عليها شمع و يتم الدوران بها حول العروس و من ثم توزع الحناء على الحاضرين و تُحنى العروس حسب رغبتها يديها أو رجليها أو شعرها. و قبل عمل الحناء يُوضع في يد العروس نقود معدنية أو ذهب.

اليوم التالي لليلة الحناء هو يوم أخذ العروس و يوم العُرس. يُكرم الطرفين كل المدعوين للعُرس و يبداء الفرح بالطبل و المزمار. و يحلق العريس في صباح يوم العُرس. و يتم تحضير العروس كذلك و يجتمع أهل العريس لأجل الذهاب لبيت العروس و أخذها. يقوم عم أو أخو العروس بربك الرباط الأحمر و بعد ذلك تستودع العروس من عائلتها وقبل أن تخرج من البيت تقوم بعمل بعض الأعمال مثل نسل الجربان إذا كان في البيت عزابين أو عزباء أن يتزوجوا.

 و يقوم أهل العروس بمسك مرآة للعروس عند خروجها من بيت ولدها من أجل أن ينور عليها طريقها و يقوم أهل العريس بمسح الباب أو السقف بزيت أو عسل لتسهيل تعامل العروس مع أهالي البيت.

رمي ملبس أو نقود معدنية أو مكسرات تجلب البركة للبيت.
في ليل العُرس يقوم أهل العريس بإطعام الضيوف المتبقين و يتم عقد القران الديني. في السابق كان يُترك عقد القرات الرسمي لما بعد و لكن في هذه الأيام أصبح يُعقد قبل العُرس. و بعد قراءة الأدعية الدينية يذهب العرسان إلى غرفهم. و يُترك للعرسان صينية فيها أكل و البعض يترك معلقة واحدة و شوكة واحدة و كأس واحد حتى يتقرب العرسان من بعضهم البعض. و في هذه المرحلة تأتي مرحلة عادة رؤية الشرشف لمعرفة صفاء و براءة العروس و تُرد العروس إلى أهلها إذا لم تكن بِكر.
و يتم تنظيم أفراح فتح الطرحة و فتح الوجه و ربط الرأس في اليوم التالي من العُرس. و تكون بسيطة جيدا و تقام ما بين النساء. أو إرسال العروس لجلب الماء أو تخبز لجلب البركة للبيت.



عمان


تختلف عادات العرس العماني باختلاف المناطق.

وكل منطقة من مناطق السلطنة أو المحافظات
لها عاداتها في الزواج.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الخطبة

تبدأ الخطبة بالاتفاق بين الأسرتين أو عن طريق وسيط.

أولا يبدأ الرجال بطلب يد العروس من أهلها، ثم يأتي دور

النساء من أهل المعرس للذهاب إلى بيت العروس لتحديد

المهر وهو عبارة عن تقديم مبلغ مالي وهدايا عبارة عن مستلزمات

العروس، أو حسب ما يتفق عليه بين الأسرتين. بعدها يبدأ أهل
مراسم تقديم المهر

يجتمع المدعوون في بيت المعرس ويكونون دائما من

الأهل والجيران، ثم يقومون بحمل المهر إلى بيت العروس

ويصاحب ذلك زفة بفرقة شعبية، وتقوم مجموعة من النساء

بحمل مستلزمات العروس على الرأس في صواني مزينة

بالأشرطة ومغطاة بالأقمشة، وترقص بها النساء.

وهناك أغاني خاصة تغنى لهذه المناسبة وهنالك أيضا المندوس المصنوع

من الخشب والذي توضع بداخله الذهب والمجوهرات.


المندوس

"حاليا بعض القرى فقط تسوي هالعاده وصــارو الحين المهــر تعطيـــه ام المعرس لام العروس او الأبوين " ,,

عقد القران (أو الملكة)

يكون العقد عادة في المسجد بعد صلاة العشاء.

وغالبا لا يكون ذلك في بناء المسجد وانما في بناء

تابع للمسجد يسمى : ( السبلة )

والسبلة عبارة عن مجلس يجتمع فيه رجال القبيلة والحي

في المناسبات المختلفة .. الدينية والاجتماعية كالاعراس

الامارات


يحرص أهل الإمارات فيما يحرصون عليه من عادات وتقاليد متوارثة على أن تتم إجراءات الزواج وحفلات الزفاف بنفس الصورة التي كانت عليها منذ قديم الزمان ما عدا بعض التغييرات الطفيفة ومنها المغالاة في المهور، وإقامة الأفراح أحياناً في الفنادق واشتراك المطربين والمطربات في إحيائها، وهي بعض مظاهر التطور الذي حدث في البلاد، وكان التبكير بالزواج من السمات المميزة في مجتمع ما قبل النفط فزواج البنت يكون ما بين 13، 14 سنة والشاب ما بين 15، 17 سنة.
وكما هو الحال في كل زمان ومكان فإن رحلة الزواج تبدأ بالخطبة، والخطبة هنا تبدأ حين يقرر الشاب الزواج ويبدأ في البحث عن عروس مناسبة، فإن كانت من أهله فإن المهمة تصبح سهلة حيث يفضل الأهل زواج الأقارب، وإن كانت من
خارج العائلة فإن أهل العريس يبعثون إلى أهل الفتاة من يبلغهم برغبتهم في زيارتهم، وفي هذه الحالة يعمل العريس على
التقرب إلى أهل الفتاة وأقاربها وإرضائهم والحصول على موافقتهم عن طريق تقديم الهدايا وتبادل الزيارات. وقد يستدعي الأمر وساطة بعض ذوي الشأن، وبعد الحصول على موافقة جميع الأطراف يتم الاتفاق على كل شيء بما في ذلك الصداق وهو قدر معلوم يتم الاتفاق عليه.
ويحدد موعد عقد القران ويوم الزواج ويطلب أهل العروس مهلة قد تكون شهرين يستعدون فيها، وخلالها تخبأ العروس عن أعين الناس لمدة أربعين يوماً، خلال هذه الفترة ترتدي العروس الثياب المصبوغة بخلطة مكونة من الورس والياسمين والهيل والصره، ويدهن جسمها بالنيل والورس، كما يبدأ أهلها في إعداد الحنة ويحنونها غمسة كل أسبوع «أي وضع الحنة في باطن الكف وخارجه»، ويدهن شعرها بالعنبر والياسمين ويجدل بالورد والياس والمحلب وخلال هذه الفترة تأكل الفتاة أحسن المأكولات وتتولى صديقاتها إحضار وجبات يومية لها مشاركة منهن لفرحتها.
الزهبة .. أدوات العرس
تذهَّب العروس يعني شراء ما يلزمها من ملابس وذهب وعطور وهي عادة ما تكون المزارية والمخاوير وكف الحوار وبستان الياهلي ومنها أيضاً أبو نيره ومن الحرير الصيني أبو طيره

وأبو قلم والصاية والسلطاني وأبو بادله والمخور أبوتسيعة، ومن الثياب وأبو قفص والداغ وأبو طيره الرفيع والبوسيم والسوارى بالإضافة إلى عشرة سراويل مختلفة الألوان.
أما الشيل فمنها النيل الهندية والسود وأبو قفص والميدة بالإضافة إلى الثياب الرفيعة.
والعباءة أنواع منها سويعية، أم الخدود، وأم التلايج الخفيفة أو السميكة.
وحاجيات العروس لا تخلو من العطورات وأهمها دهن العود، دهن الزعفران، دهن العنبر والصندل والفل والنرجس ودهن الورد بالإضافة إلى المخمرية والدخون والعود كما أن الذهب من أساسيات أي عرس وهناك مجموعات من الحلي لابد منها للعروس.
أيام العرس
تستمر الأفراح مدة أسبوع قبل يوم الزفاف، حيث تبدأ الفرق الشعبية في أداء عروضها، وللأفراح رقصات معينة تعبر عن السرور والبهجة حيث يقام المكسار الذي توضع فيه مختلف أصناف الأطعمة كما تنحر الذبائح.



مكسار الحريم:
و«المكسار » هو خيمة كبيرة من شراع السفينة يؤتى بها وتنصب على أعمدة من حطب الكندل متدلي الأطراف ليقي من حرارة الشمس.
وفي «مكسار الحريم » تتجمع نساء العائلة وصديقات العروس والجارات ليشاركن العروس فرحتها بالرقص والغناء وفي نفس الوقت توزع الهدايا التي أحضرها العريس لأهل العروس وصديقاتها وتقوم امرأتان مكلفتان من قبل أهل العريس بعرض الهدايا على الحاضرات وكذلك يتم استعراض «الكسوة» وتقدم المفاتيح لأم العروس ويذهب الجميع للاستعداد لليلة العرس.
استعدادات ليلة العرس :
تبدأ استعدادات العروس باختيار امرأة تقوم على خدمتها قبل العرس بأسبوع حيث تقوم بوضع الحناء لها، ويدهن جسمها بالنيل، وفي ليلة العرس تستحم ويغسل شعرها بالسدر المطحون وبالضية، كما يغسل جسمها حتى يزول النيل عنها ثم تقوم المرأة القائمة على خدمتها بتدخينها بالطيب الخاص المعد سابقاً، وترتدي العروس ملابس خفيفة إذا كان الطقس حاراً وسميكة إذا كان الطقس بارداً، ولا يحق لها أن ترتدي أي ذهب أو حلي وتدخن وتعطر.


مساء يوم العرس :
وفي هذا اليوم يقام «المالد» من الساعة التاسعة وحتى الحادية عشرة، ويتناول الحاضرون طعام العشاء، ويشربون القهوة، بعد هذا يدخل العريس مع أهله لغرفة العروس، ويباركون له ثم يخرجون وتكون العروس في غرفة أخرى لا يراها أحد إلا المرأة المكلفة بخدمتها، حيث تزفها على زوجها هي وإحدى خالات العروس، أو قريباتها وذلك قبل آذان الفجر بنصف ساعة.
تجلس العروس عند زوجها مدة نصف ساعة، ثم يخرجنها ويخرج العريس من الغرفة حتى الثانية عشرة ظهراً حيث يذهب لرؤية أهله.
وتحمم العروس مرة أخرى ويلبسنها أفخر الملابس وتزين بالذهب ويعطرنها ويدخنهّا ويدخلنها على زوجها ظهر يوم الجمعة لأن عادة يكون يوم الخميس بعد أن تكون قد تناولت طعام الغداء واستراحت قليلاً. وفي المساء تخرج العروس من غرفتها، وقد تزينت وتجلس فوق فرش خاص، وتتوافد النساء لمشاهدة العروس، والمباركة لها ويدوم هذا الحال سبعة أيام.
وصباح يوم الجمعة يقدم العريس لعروسه الصباحية « هدية حسب ذوقه ومقدرته المالية »


الذهاب إلى بيت العريس :
يقيم أهل العريس مأدبة عشاء احتفاء بقدوم العروس، يدعون لها الأهل والأصدقاء، وتحضر العروس برفقتها المكلفة بخدمتها فقط، وتجلس أمام النساء لمشاهدتها، ولا تحضر أمها معها ولا تأتي إلى منزل العريس إلا بعد فترة.
هذا وتستمر النساء في الاحتفال بالعروس أربعين يوماً حيث تقوم سيدات الأسرة بزيارتها يومياً بهدف مساعدتها على تقبل الحياة الجديدة بالتدريج.
أما أهل المنطقة الشرقية من دولة الإمارات فهم كغيرهم من سكان الحجر والباطنة يحتفلون بالزواج بالرقصات الشعبية أيضاً في المساء ثلاث أو سبع ليال يعقبها إطعام الطعام غداء بعد الظهر ويسمى «الضيف» وإذا كانت المرأة من قرية أخرى ركبوا الإبل والحمير، ونقلوها في موكب تزغرد فيه النساء، وتتصاعد أصوات الرجال «بالرزفة» يتخللها صوت إطلاق البنادق وتهيأ للعروس ناقة تركبها وعند وصولها يقدم الطعام للحاضرين، ويهدى للجيران منه، فإذا فرغوا من الطعام قالوا« بكرك صبي يا معرس ».


عادات أهل القرى : 
كان لأهل القرى في الماضي عادة خاصة ـ كما يقول الشيخ محمد بن أحمد بن الشيخ حسن الخزرجي - إذا كان يتعين إقامة وليمة لبنات القرية الأبكار زميلات المتزوجة، وللمماليك الأرقاء أو العتقاء « الدينار» وهو حق من حقوقهم، أما في المدن فعند زفاف المرأة يقفون على الباب ويمنعون الزوج من إغلاقه إلا بحقهم، وقد يرهنهم الخاتم أو الخنجر ليدفع لهم حقهم في الصباح، وفي القرى يدفع قبل الدخول أو بعده ولا عذر له فلابد أن يدفع حقهم.
وكانت أوقات الزفاف في ليلة الدخول تختلف بين المدن والبادية والقرى، ففي المدن تزف المرأة قبيل الفجر وفي البادية، يهتم البدو بجانب العيالة والليوا والأهل والمالد بالرزيف ويغلب عليه الأداء الجماعي ويشارك فيه كل أفراد القبيلة بالغناء والرقص وإطلاق الأعيرة النارية وتظهر في الرزيف أغان خاصة بمناسبة الأعراس البدوية.

البحرين


للزفاف البحريني التقليدي 
طقوس وممارسات جميلة تكاد أن تندثر، نسمع تفاصيلها من جداتنا وأمهاتنا اللواتي تزوجن بتلك الطريقة ونلمس بقاياها في أعراس اليوم. 
كيف تتم الخطبة:
كانت الفتاة تؤول لابن عمها او خالها أو أحد أقاربها منذ صغرها، ولا تستطيع بعد ذلك ان تغير مصيرها الذي أجبرتها عليه أسرتها، لذلك كانت العائلات الأخرى تتردد في خطبة الفتاة إن كان لها ابن عم أو خال، فتستعين بالخطابة لكي تبحث عن فتاة مناسبة. 
تبدا الخطبة عادة بين نساء العائلتين، اذ تزور عمة أو خالة العريس عائلة الفتاة المراد خطبتها لطلب يدها من والدتها، وتكون هذه مرحلة أولية للتأكد من قبول عائلة الفتاة للعريس قبل ذهاب والده إلى والد الفتاة، إذ ليس من المقبول أن يرفض طلب الرجال، وبعد أيام من الزيارة الأولى تعاود النساء من أهل الخاطب زيارة بيت الفتاة لمعرفة رأيهم الأخير في موضوع الخطبة، فإن وافقوا، قام والد الخاطب بزيارتهم في ليلة تحددها عائلة الفتاة لطلب يد ابنتهم لولده رسميا، وتنتهي تلك الزيارة غالبا بتحديد موعد عقد القران والزفاف.
وبعد ذلك اللقاء بأيام، تخرج نساء عائلة الخاطب مع جمع من نساء الحي في ليلة غالبا ما تكون مقمرة وهن يحملن المهر المتفق عليه سلفا في موكب يطلق عليه اسم التسليمة أي تسليم المهر لأهل المخطوبة، كما يحملن معهن صرة تجمع فيها الثياب المقدمة للعروس من العريس وأهله. كما تصف الحلويات والمكسرات في صواني كبيرة تغطى عادة بقطع من القماش الملون يحملنها على رؤوسهن. وفي أثناء سير الموكب إلى بيت المخطوبة، تردد النساء الأغاني والأهازيج ويزغردن فرحا. وما أن يصل وفد التسليمة بيت المخطوبة حتى ترتفع الزغاريد والتصفيق من النساء المتجمعات، ثم يسلمن المهر والهدايا إلى والدة المخطوبة، و يبدأن في الغناء والتصفيق حتى ساعة متأخرة من الليل.

التحضيرات لليلة الزفاف:
بعد أن تنتهي ليلة التسليمة ويقبض أهل المخطوبة المهر والهدايا، يبدأ أهل العروس في إعداد غرفة للعروسين في بيتهم تسمى الفرشة، إذ جرت العادة أن يبقى العريس في بيت العروس بعد ليلة الزفاف.
ويوكل أمر إعداد الفرشة عادة إلى امرأة محترفة ومتخصصة في هذه الأمور تسمى "الفرشة" تقوم بتغطية جدران الغرفة وسقفها بقماش أحمر يطلق عليه اسم "بنديرة" وفي بعض الأحيان تغطي البنديرة سقف الغرفة فقط وتغطى الجدران بأقمشة لماعة ذات ألوان مختلفة تسمى السناح يتدلى من السقف حتى أرضية الحجرة، كما تعلق على السناح عدة أثواب من النشل- ثوب واسع مزين بخيوط ذهبية ونقوش جميلة تلبسه الفتيات في المناسبات والأعياد إذ تعطي تلك الأثواب منظرا جميلا أخاذا للغرفة. ترص عدة مرايا كبيرة فوق البنديرة أو السناح تسمى "المناظر" تتدلى من وسط كل منظرة كرة زجاجية كبيرة تسمى رمانة، كما تعلق تلك الرمانات المختلفة الأحجام في سقف الغرفة مع بعض القناديل التي يطلق عليها اسم الشموع.

عقد القران:
عادة ما يسبق موعد عقد القران ليلة الزفاف بعدة ليالي. اذ يذهب العريس مع بعض من أفراد عائلته ومعهم المأذون "الشيخ" إلى بيت العروس، حيث جرى العرف أن يعقد القران في بيت الزوجة تلافيا لخروج الزوجة من بيتها قبل الزواج، يكون والد المخطوبة وأعمامها وبقية أهلها في انتظار قدوم الشيخ، وما ان يدخل الوفد بيت المخطوبة حتى ترتفع الزغاريد والأغاني من النسوة وتقدم أطباق الحلوى والفواكه والمكسرات وفناجين القهوة العربية.
بعد الانتهاء من شرب القهوة يبدأ الشيخ في إجراءات عقد القران ثم ينتقل مع الشهود إلى
المخطوبة الموجودة في الغرفة المجاورة لتكملة بقية الإجراءات وسماع قبولها للزواج من الخاطب، بعدها يبارك الحاضرون للعريس ويتمنون له حياة سعيدة مليئة بالخير والسعادة والذرية الصالحة.

قراءة المولد:
جرت العادة أن تبقى العروس بعد عقد القران في البيت لا تبارحه مطلقا إلا بعد تمام الزواج، اذ ليس من اللائق ان يرى الناس وجهها قبل ليلة الزفاف ولا يراها خلال هذه الفترة غير الداية وهي المرأة المكلفة بتهيئة وتزيين العروس.
تدبغ الداية جسم العروس بمادة الكركم ثلاثة أيام متتالية، ثم تزيلها بالماء والصابون حتى يصبح لون بشرتها آبيضا ناصعا.
وفي صبيحة الأيام الأخيرة قبل موعد الزفاف يأخذ أهل العروس الفتاة إلى العيون الطبيعية لغسل شعرها، وهناك تقوم الداية بتنظيفها وإزالة الشوائب من جسدها وتعطيرها بالطيوب والبخور.
بعد الانتهاء من تلك العملية تلبس العروس رداء جميلا مزركشا ويأخذها أهلها إلى أحد المساجد ليقرأوا مولد النبي على مسمع العروس ويقومون بتقميع أظافر يديها ورجليها بوضع مادة الخضاب السوداء- حرق قمع ثمر جوز الهند ووضع السائل المحروق على أظافر الرجلين واليدين، ثم يتم توزيع الحلويات والمكسرات على الحاضرات.

ليلة الحناء:
تسبق ليلة الحناء ليلة الزفاف بيومين، حيث تقوم امرأة متخصصة تسمى الخضابة بعمل الحناء ووضع الحنة على كفي وقدمي العروس ويطلق على هذه العملية اسم حنة عجين وذلك بأن تعمل عجينة من الطحين وتبرم على شكل خيوط ثم تلصق على هيئة طرز هندسية جميلة في الكفين والقدمين، وتوضع الحناء على كامل الكفين والقدمين بحيث تغطي الزخرفة المعمولة من العجين سابقا، ثم يترك العجين والحناء لفترة حتى يجفا، وتنام العروس وهـي بذلك الوضع حتى الصباح. ثم يزال العجين ويغسل الحناء لتبقى التشكيلات البيضاء الجميلة التي لم يلامسها الحناء الأحمر، وتتكرر عملية الحناء العجين في الليلة التالية حتى تصبح النقوش والزخرفة ثابتة وناصعة. ومن أشهر الأغاني التي تردد في تلك الليلة وتتضمن وصفا لجمال العروس إرشادات طريفة لها:

حناك عجين يابنية حناك عجين
ولين دزوك على المعرس بالك تستحين
حناك ورق يا بنية حناك ورق
ولين دزوك على المعرس زخي من العرق 

ليلة التجليسة:
وتسمى أيضا بالجلوة حيث يتجمع المدعوون بعد صلاة العصر في بيت العروس التي تجلس على كرسي مرتفع مرتدية ثوب 
نشل أخضر اللون مطرزا ومزخرفا بخيوط الذهب، وتحت الثوب سروال محجل ومزين بخيوط الزري، وتضع العروس غطاءا كبيرا على رأسها يسمى "المشمر" وهو نفسه الذي استخدمته في ليلة الحناء، ثم شالا مزخرفا بخيوط الذهب أيضا، من المهم تغطية وجه العروس بقطعة من القماش تسمى الغشواية، كما تنتعل العروس صندلا محلى بالزري وتضع الصوغ في معصميها وحجليها وعلى رأسها وصدرها، ثم تقوم الداية بمسح يدين العروس ورجليها بمزيج من الزعفران المنقوع في ماء الورد ويوزع نفس المزيج على الحاضرات ليمسحن به وجوههن.

بعد ذلك تقف أربع من النساء ويمسكن بأطراف مشمر أخضر كبير مرفوع على رأس العروس، بينما تجلس امرأة أحرى بجانب العروس تتلو عليها دعاء ليوفقها الله في حياتها الجديدة ويسعدها مع زوجها، ثم تجلس بعض الفتيات بجانب العروس يرتدين أحلى ملابسهن ويرقصن في الحفلة بضفائرهن الكثيرة والمزينة بالمشموم والورد والياسمين، حيث يجلسن في صفين متقابلين ويبدأن بالرقص وهز رؤوسهن مع تمايل أجسامهن يسارا ويمينا مع الإيقاع.

يذهب العريس في عصرية يهم الزفاف مع إخوته وأصدقائه إلى احدى العيون الطبيعية للاستحمام وإزالة الشوائب من جسمه استعدادا لليلة الزفاف، ثم يعود لتأدية صلاة المغرب حيث يلبس العريس ملابسه الجديدة ويتعطر ويتبخر بالطيب والعود ويتقلد سيفا مذهبا، ثم تدور أمه حوله قارئة التعويذات من القران الكريم حتى تبعد الحسد عنه، وبعد صلاة العشاء يعود العريس من المسجد إلى بيت أبيه الذي أعد وليمة عشاء للمدعوين، ثم يجلس معه ومع أعمامه في صدر المكان المهيأ لاستقبال المباركين والمهنئين بتلك الليلة المباركة. 
بعد ذلك يمتطي العريس حصانا أعد خصيصا لهذه المناسبة ويتجمع حوله الأهل والأقارب والأصدقاء وأهالي الحي والأطفال ترافقهم فرقة من الطبالين والزمارين ونافخي القرب يرقصون ويعزفون ويؤدون فن العاشوري، يسير هذا الموكب باتجاه بيت العروس حيث يقوم اهل العريسين وأصدقائهم بنثر الحلويات والمكسرات ورمي النقود ورش ماء الورد من نوافذ البيوت وسطوحها على الموكب الذي يسمى بالزفة تعبيرا عن فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة وعادة ما يردد آصدقاء العريس بعض الأهازيج الدينية 
و قبل أن يصل موكب الزفة بيت العروس، يدخل العريس مع أصحابه أحد المساجد لتأدية الصلاة ثم يواصل الموكب سيره حتى يصل. تستقبل النساء الموكب بالغناء والزغاريد والتصفيق، ثم يستريح العريس والموكب استراحة قصيرة يتناول فيها المدعوون بعض الحلوى والقهوة والشاي بعدها يتم تبخيرهم بالطيب ورشهم بماء الورد المعطر، ثم يقوم أصدقاء العريس بتوديعه متمنين له السعادة والذرية الصالحة، فيبدأ دور النساء في إكمال بقية مراسم الزفاف.

العروس في ليلة الزفاف:
تلبس العروس في تلك الليلة أجمل ثيابها وتستدعي العجافة وهي امرأة متخصصة في تضفير الشعر وتزيينه وعمل التسريحات الدارجة في تلك الفترة مثل "الفلعة" و"الشخط"، فتسرح شعر العروس. وتزينه بأزهار الياسمين والمشموم وتتعطر بأحسن أنواع الطيب كدهن العود والصندل والمشموم، وتمسح بالرشوش في مفارق شعر العروس. يحضر الرشوش عن طريق مزج الورد المحمدي المجفف والمطحون مع بعض العطورات السائلة المعروفة كالمسك والصندل والعنبر والزعفران والزباد والريحان وماء الورد ودهن العنبر.
تتحلى العروس بأكثر ما يمكنها من الحلي الذهبية، فتضع على رأسها القبقب وهو تاج من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة أو تضع قبعة من سف الذهب تتدلى منها وريقات ذهبية وتلبس أقراطا ذهبية في أذنيها وتضع الخزامة في ثقب أنفها من الجهة اليمنى و الزمام في ثقب انفها من الجهة اليسرى- الخزامة والزمام حليتان ذهبيتان مصممتان للأنف وتتدلى من صدر العروس قلادة ذهبية كبيرة وتضع في يديها أساور ذهبية قد تكون المضاعد أو حب الهيل أو البناجري أو سف الحصير أو أنواع أخرى، كما أنها تضع الخواتم والدبل في أصابعها والحجول الذهبية في رجليها. وبعد أن تكتمل زينتها تجلس العروس في غرفة أخرى غير غرفة الفرشة بانتظار قدوم العريس، ويجلس باقي النسوة في فناء المنزل يرددن أغاني الزفاف ويصفقن ويزغردن، من اشهر تلك الأغنيات:

بان الصبح بانيه وايه بان الصبح بانيه وايه
بان الصبح بان وبان وحبيبي ما بان وايه
يا اسمر اللون ومن قالك تجي زعلان
لين تعبت النوق زميتك على الذرعان
يا اسمر اللون صايبني عليك جنون
والعشق يبغي لطافه ما يريد جنون

مراسم الاحتفال:
عند وصول العريس تلف العروس في بساط جميل وتحمل إلى الفرشة حيث يكون زوجها بانتظارها، وتبدأ المراسم بان تدعو الداية العروسين إلى وسط فناء البيت وتجلس كل منهما في مواجهة الآخر، ثم تحضر طبقا كبيرا من الفخار وتضع قدمي العروسين فيه بحيث يتلامس إبهام كل منهما مع الآخر، ثم تغسل رجليهما بماء الورد، خلال ذلك يقوم العريس برمي عملات نقدية وأحيانا ذهبية في ذلك الطبق.
بعد الانتهاء من ذلك تمسك أربع نساء بقماش حريري مزخرف بنقوش ملونة ويظللن به رأس العروسين، ويحركونه من أسفل إلى أعلى وبالعكس على إيقاعات تلك الأغنية التي تشبه الموشحات الاندلسية في اللحن.
وبعد ذلك يدخل العروسان إلى الفرشة، ويقوم العريس برفع الغشواية عن وجه العروس بعد أن يدفع مبلغا من المال نظير ذلك.

صباحية العرس:
يقدم العريس هدية في صباح اليوم التالي للزفاف لعروسه ويدفع مبلغا من المال قبل خروجها من الفرشة صباحا، تسمى تلك الهدية الصباحية وهي عبارة عن عقد أو خاتم أو قطعة نقود ذهبية على حسب استطاعته، ثم يذهب الزوج لزيارة والديه ويعود بعدها الى بيت العروس لاستقبال المهنئين والمباركين، وفي اليوم الثالث بعد الزواج تقوم أم العريس بزيارة العروس وتحمل لها الهدايا من أهل العريس.

اليمن


لتضاريس اليمن وطبيعتها الجغرافية المتنوعة أثر كبير في تعدد طقوس الزواج من منطقة إلى أخرى، ولكن بصفة عامة تتشابه عادات وتقاليد الزواج في أغلب مدن اليمن حيث تبدأ بمرحلة الخطوبة بإرسال أحد المقربين من أهل العريس – أمه أو أخته - إلى أهل الفتاة المراد خطبتها لابنهم ، وعند إبداء الموافقة المبدئية من والدة العروس وإشعار أهل العريس بذلك يتم تحديد يوما لحضور العريس ووالديه وإخوانه لمقابلة العروس وأهلها، حاملين معهم كمية كبيرة من (القات) كهدية للرجال، أما النساء فيقدمن للعروس طقماً كاملاً من الملابس والأحذية مع تقديم طقم ذهب يسمى (شبكة الخطوبة) وبعد ذلك يتم تحديد موعد العقد بحضور أهل العروسين في منزل الفتاة ، ويتم تجهيز أكياس من الحلوى لنثرها فوق الحاضرين عند إكمال العقد الشرعي من
المأذون ويكون لزاماً على جميع الحاضرين مد أيديهم إلى الأرض لأخذ نصيبهم . 
مراسيم الزواج 
قبل العرس بيومين يجهز العريس وليمة في منزله لوالد العروس ووالدتها وإخوانها وأخوالها وأعمامها ، وفي مساء ذلك اليوم يتم عمل الحناء للعريس حيث يجتمع عنده أصحابه وأصدقاؤه ويقومون بتحنيته، وفي اليوم التالي وهو خاص بالعروس ويطلق عليه (يوم الأخضر) أو (يوم الغَسْل) أو (البِدْعَة) تقوم العروس بارتداء اللباس الأخضر كاملاً من رأسها وحتى قدمها ، ويتم تنقيبها بنقاب أخضر مزين بالذهب ابتداءً من العصر عند حضور الصديقات والقريبات والأهل للاحتفال معها ، ولا تكشف العروس عن وجهها في ذلك اليوم إلى المساء. 

وفي صباح اليوم التالي الذي يسمى (يوم النقش) تذهب الفتاة من الصباح إلى ( الكوافيرة ) لتصفيف شعرها ، وعمل الماكياج اللازم ، وارتداء فستان الزفاف الأبيض ، ثم تنتقل مباشرة إلى صالة العرس في العصر حيث تسبقها إليها المدعوات ويكون العريس في قاعة أخرى مع المدعوين إلى المساء ، ثم ينتقل بعد صلاة العشاء إلى أمام منزله ليقف في وسط الشارع يحيط به المدعوون والمنشد مرددين الأناشيد لمدة ساعة تقريباً ثم يدخل إلى منزل الزوجية الذي تعد في إحدى غرفه كوشة يجلس فيها منتظراً حضور زوجته التي تأتيه في سيارة مزينة بعد أن تجولت في موكب كبير من السيارات في شوارع المدينة ثم تدخل إلى زوجها في تلك الكوشة ليكشف عن وجهها ويقرأ الفاتحة ويردد الدعاء الخاص بهذه المناسبة "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه" 

اليوم التالي 
في اليوم التالي الذي يعقب ليلة الزفاف يخرج العريس في الصباح إلى بيت والد العروس للسلام على عمه وعمته، ثم يأخذه أصدقاءه إلى أحد المتنزهات حتى وقت الظهر ثم يعود إلى منزله. 

الشكمة 
اليوم الثالث يسمى في بعض المناطق (الشكمة) وهو احتفال تقيمه والدة العروس لابنتها في منزل والدها حيث يتم دعوة جميع من حضر العرس لحضور هذا الاحتفال في بيت والدة العروس وعادة تأتي العروس إلى هذا الاحتفال وهي بلباس ثوب الزفاف ويستمر هذا الاحتفال من العصر وحتى المساء، حيث تعود إلى بيت زوجها. 



عادات غريبة 
توجد بعض العادات الغريبة في مناطق متفرقة باليمن منها على سبيل المثال حضور أهل العروس إلى منزل ابنتهم ثاني يوم الزفاف أي الصباحية ويسمى (يوم القهوة) حيث تحتفل العروس مع أخواتها وصديقاتها المقربين ، ويعطي العريس لحماته مبلغاً من المال يسمى (الفتحة) بشرط أن لا يكون الزوج قد لامس زوجته منذ الدخول عليها وحتى صباح هذا اليوم، ثم تجلس الأم بعد (الفتحة) سبعة أيام في منزل العروسين وفي اليوم السابع يذبح العريس لحماته رأس غنم ، ثم ترجع إلى بيتها محملة بهذا الطعام الشهي ، ولا تأتي العروس بيت والدتها إلا بعد شهر من الزواج على الأقل أو شهرين ويصل في بعض المناطق إلى سنة . 

قطر


قديمًا في قطر إذا أرادت الأم أن تخطب لابنها ولم تكن على معرفة جيدة بأسرة العروس كانت تذهب وتطرق باب الفتاة طالبة شربة ماء، وتعرف أم الفتاة أن الطارقة إنما جاءت في محاولة لرؤية ابنتها أو بناتها فتسمح لها بالدخول، وتحرص الأم على أن تنادي بناتها لإحضار الشاي مثلا أو الماء حتى تتأكد الزائرة من اسم الفتاة التي ترغب الأسرة في زواجها من ابنها, فهل اختلفت عادات وتقاليد الزواج في قطر قديمًا عن اليوم؟ هذا هو السؤأل .


في الماضي كان يلتقي الوالدان -والد العروس والمعرَس- ويتم الاتفاق النهائي على الدزة (الشبكة والمهر) والملجة (وهي عقد الزواج والزفاف) بعد العثور على العروس عن طريق (الخطابة) وهي امرأة محترفة اعدت نفسها للبحث على الفتيات لبيت الزوجية بإيعاز من أهل العريس مقابل أجرة مالية تتفق معها بشأنها فتشترط هذه على أهل الفتاة بعد موافقتهم أن تكون ابنتهم متقنة للخدمة المنزلية وتسمى ربة بيت أي تستطيع أن تقضي جميع لوازم المنزل وتدير شؤونه ، وعادة يتم هذا اللقاء بلا احتفال، وبعد الخطبة تحجب الفتاة عن الرجال حتى لو كانوا أقرب المقربين لها إلى يوم زفافها، إلى أن يأتي العريس ويقطف نورها, وعند الاتفاق على يوم الزفاف تقوم العروس بإعداد (الخلة) وهي الحجرة المعدة للزواج وبها يقضي العروسان ليلة الدخلة وهي الليلة الأولى للزوجين معا حيث تزين الغرفة بالمرايا وقطع الخام الملونة, وتعد الخلة في بيت العروس حيث من المقرر ان يقضي الزوج مدة أسبوع أو ثمانية أيام قبل الانتقال إلى بيت الزوجية.



وهناك في بيت الزوجية يوضع السرير في نهاية الحجرة أو الغرفة حيث يحتل مساحة كبيرة ويغطي بقماش احمر,كما تعطر الفرشة أو غطاء السرير باستمرار بالروائح العطرة مثل البخور والعود والخلطات الخاصة في (صينية) أو طبق كبير به مشموم وهو نبات عطري فواح إضافة إلى دهن العود والياسمين حيث يتم توزيع هذا المشموم المعطر بأنحاء الحجرة وخاصة تحت سرير الزوجية ليعطي جواً من الراحة أما المساحة المتبقية فتفرش بالمساند والدواشك وهي عبارة عن وسائد كبيرة مغطاه بألبسة مزركشة وملونة استعدادا لاستقبال المهنئين بالعرس.

وبعد إعلان الخطبة رسميا كان أهل العريس في السابق يحملون الشبكة (ذهب العروس ) إلى منزل العروس ، وتسمى "الدزة"، وتحتوي الدزة كذلك على مجموعة من الأقمشة والأثواب حيث يقوم الأهل من السيدات المتخصصات بتفصيل هذه الأقمشة على مقاس العروس مع تطريزها بالخيوط الذهبية والفضية إضافة إلى احتواء هذه الدزة على العطور والمطيبات الشعبية المنزلية ذات الروائح الطيبة ،ومما يوجد في الدزة ايضا "ثوب القز"، حيث تزف العروس قديما لعريسها وهي ترتدي هذا الثوب فقط ليبرز محاسنها، وهو من النسيج اليدوي الرقيق المصنوع من الحرير، كما كان المهر في المجتمع القطري عبارة عن خردة أوفكه من "النقد المعدني" فضة أو ذهبا يوضع في صرة في منديل أبيض جديد ويقدم لأهل العروس .

ويقام في هذه الليلة احتفال تدعى إليه النساء من الأسرتين وبعض الأقرباء حيث تغطى العروس بملابس خضراء تستر كل شي في جسمها ماعدا الكفين والقدمين فتكونان جاهزتين لنقش الحناء (ورق الحنة بعد ان يتم طحنه وتحويله إلى مسحوق يوضع بوعاء مع ماء الليمون الأسود المجفف ويعجن حتى يكون جاهزا للإستعمال) وتشارك النسوة والفتيات في الأحتفال ايضا فيقمن بتزين أيديهن وارجلهن تبركا لهذه الليلة, ويترافق ترديد الأناشيد ابتهاجا بهذه المناسبة بعد عملية توزيع الحناء على المدعوات بقولهن :
حناج عيين يا بنية حناج عيين ,, لي دزوج على المعرس يالج تستحين
حناج ورق يا مريم حناج ورق ,, لي دزوج على ريلج زخي بالعرق

وما أن تحل ليلة الزفاف إلا وتجد بيت العروس قد امتلأ بالمدعوات في وقت مبكر في حين أن العروس قد بوشر بتجهيزها بالملابس والحلي وكل أنواع الزينة التي صفت في غرفة زفافها, وأما المعرس فقد وجه الدعوة إلى أقربائه وأحباءه للألتقاء معهم في منزله قبل صلاة العشاء ،حيث يقوم بدعوة إحدى فرق (الرزيف) الرجالية التي ستزفة مع مدعوية إلى بيت العروسة مشياً على الاقدام بهداية المصابيح المرفوعة على أكتاف الشباب فيتحرك الموكب بعد صلاة العشاء يتقدمهم المعرس ووالده مرتديان البشت (وهو الرداء الذي يضعه الرجال في المناسبات الخاصة ) ومعهم المدعوين يليهم رجال الفرقة الذين يترنمون وأغانيهم الجذابة التي تجعل الناس تتابعهم إلى حيث يصلون.

وحال وصولهم إلى هناك تستقبلهم الفرقة النسائية مرددة بعض الابيات حتى يصل العريس إلى غرفته ويجلس مع مصطحبيه لحظات حتى يقدمون إليه التهاني ويباركون زواجه, وبانتهاء هذه اللحظات يغادر جميع الرجال المنزل بعد أن يعطروا بماء الورد والبخور تاركين(معرسهم) ، 


ثم تحمل العروس في سجادة وهو من مراسم الزفاف قديما وهو مايسمى بالجلوه (اي ان تقف النسوة في صفين متقابلين وتكون العروس جالسة في مركزالسجادة ويسمك الجميع بقماش مربع اخضر) وتزف إلى زوجها في نفس الوقت حيث تقوم والدتها بإعداد مايسمى (بالأجر) مع الخدام أوالعاملين بالمنزل حيث تذبح الذبائج ويقوم الخدم بطبخ الأكل وهو غالبا ما يكون الرز (العيش ) مع اللحم طول الليل وفي الصباح يوزع على الأهل والجيران.

وعند الفجر وقبل صلاة الصبح يطرق الباب على العروسين إعلانا لهما بان الليلة الأولى قد مضت وهي ماتسمى بالصباحية, وقبل أن يغادر المعرس الخلة(الغرفة) يضع تحت الوسادة قطعة ذهبية أو اوراقا نقدية تعبيرا على رضاه وحبه ،ويقدم كذلك وجبةالأفطار ( ريوق المعاريس) والحلويات الشعبية كالخنفروش والبلاليط والقهوة والطيب والعود .

وعند طلوع الشمس يغادر العريس حيث يستعد في المجلس لأستقبال الأهل والأصدقاء والمهنئين ويستضاف العروسان في بيت أهل العروس لمدة أسبوع وفي نهايته يأتي يوم الأنتقال حيث ينتقل المعرس بعروسه إلى بيت الزوجية.


السعودية


في المجتمع السعودي هناك عادات وتقاليد في زواج السعوديين  تعد عادة دفع المهر مهمة للغاية ؛ لأنها نابعة أساساً من تعاليم الإسلام ، حيث إن المهر أو الصداق من الحقوق التي أوجبها الإسلام للمرأة مصداقاً لقولة تعالى : ( وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة)
والمهور في زواج السعودية غير محددة ؛ لأنها تتباين بين الفئات المختلفة ، فهناك قبائل لايزيد فيها المهر على ثلاثة آلاف ريال ، وأخرى تتراوح فيها المهور مابين أربعة وخمسة آلاف ريال ، وأحياناً تصل إلى عشرة آلاف ريال. وفي المدن قد يرتفع المهر إلى ثلاثين ألف ريال .
وقد طرأت تغيرات على نظام دفع المهر ؛ نظراً لتغير النظام الاقتصادي و الاجتماعي في الفترة المستقرة في الزواج في السعودية ، فأصبح المهر يتعدى وظيفة حماية حقوق الزوجة ليعبر عن المكانة الاجتماعية وعن المستوى الاقتصادي ، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى ظهور الفوارق بين الأفراد في مقدار المهر والمظاهر المصاحبة لتقديمه .

وفي الليلة التي يتم فيها تسليم المهر ، يرسل العريس إلى أهل العروس خروفاً مع لوازم طعام العشاء مثل الأرز و السمن والسكر والشاي ولوازم القهوة من البن والهيل والزعفران ثم يتوجه العريس ووالدة وإخوانه وبعض أقاربه بعد صلاة المغرب إلى بيت العروس لتسليم المهر .
والشائع في زواج السعوديين أن يوضع المهر في منديل أبيض ومعه بعض الأعواد الخضراء من نبات الريحان أو الشارة وذلك من باب التفاؤل بحياة سعيدة للزوجين . ومن المعروف ألا يعد والد العروس المهر أمام الحاضرين ، حيث يُعد ذلك عيباً كبيراً في العرف الاجتماعي في زواج السعوديين.
وقد تشارك العروسة زوجها في اختيار الأثاث المناسب لبيتها الجديد ، أما في زواج السعوديين فيما مضي فكان أهل العروس يأخذون كل المهر ويقومون بتأثيث بيت الزوجية ، وغالباً ما كانت تزيد قيمة الجهاز على المهر ، فيتحملها والد العروس ، حتى لا يكون موضعاً للنقد من أهل العريس ، وخاصة من النساء . ولا تزال هذه القاعدة موجودة إلى يومنا هذا بالرغم من التغيرات التي طرأت .
وبعد انتهاء مراسم عقد القران في زواج السعودية يتم توزيع علب الحلوى على الحاضرين ، والبعض يحرص على تقديم طعام العشاء في هذه المناسبة ، في حين يكتفي البعض الآخر بتقديم القهوة أو الشاي أو المشروبات .
وفي القرى السعودية عادات متميزة في مناسبة الزواج في السعودية ، من تلك العادات ما يسمى ب " ليلة الحنة " حيث أن زواج السعوديات له مراسم وطقوس حيث تحنى العروس في بيت أهلها قبل زفافها بيومين ، وذلك في جلسة عائلية تضم الأهل وبعض الصديقات .
وتقوم بتحنيتها إحدى القريبات المتزوجات زواج سعودي ، بشرط أن تكون سعيدة في حياتها الزوجية تفاؤلاً بها .
وبالتالي يحرص أهل العروس على ألا تقوم بتحنية العروس أرملة ، أو مطلقة ، أو زوجة غير موفقة في حياتها الزوجية ، حيث يعتقدون أن ذلك يعد مصدر شؤم عليها .
وترتدي العروس في ليلة الحناء فستاناً من الحرير الأحمر وغطاء للرأس بنفس اللون وتقام لها ستارة من القماش الحرير المقصب ، كما هو الحال لدى قبيلة الأشراف أشهر القبائل في عادات زواج السعوديين؛ في حين توجد قبائل آخرى لا تتقيد بذلك وأثناء تحنية العروس تردد الحاضرات من النساء بعض الأغاني الشعبية في مدح العروس والعريس على دقات الدفوف .
ويرتبط بليلة الحناء في زواج السعوديات حمام العروسين ، حيث يتم استحمام العروس عادة في بيت أهلها قبل ليلة الزفاف بيوم واحد ، بمعنى أنه إذا كانت ليلة الزفاف في مساء الخميس يتم استحمام العروس في ضحى يوم الأربعاء ، استعداداً لليلة "الغمرة"  أي ليلة الدخلة .
وقبل أن تأخذ العروس في زواج السعوديات حمامها تقوم أمها أو احدى قريباتها بمساعدتها في تنظيف وجهها وجسمها كله من الشعر الزائد ، وبعد الانتهاء من الاستحمام ترتدي العروس ملابس جديدة ، ويوضع لها بخور من أعواد " الماوردي " لتعطير جسدها .
ومنذ تلك اللحظة تقام لها ستارة من القماش الحرير بلون أحمر أو بني وتفرض التقاليد ألا يراها بعد ذلك أحد من الرجال أو النساء سوى أمها وبعض قريباتها ، حتى لاتذهب نضارتها كما يعتقدون .
أما العريس في زواج السعوديين فيأخذ حمامه في بيت أهله قبل ليلة الزفاف ، ثم يذهب إلى أحد صالونات الحلاقة لحلاقة الشعر وتزين الشارب و اللحية ، ولا تزال هذه العادات سارية حتى الآن ، ومن الطريف ألا يتقاضى الحالق أجراً في هذه المناسبة .
ويتوجه العريس في زواج السعوديين إلى منزل أهل العروس في موكب كبير بعد صلاة العشاء يضم المأذون و " الجسيس " و أهل العريس والمدعوين من الأقارب و الأصدقاء .
ويسير هذا الموكب مشياً على الأقدام في ضوء " الأتاريك " ويخترق بعض الشوارع الرئيسية ، حتى لو كان بيت العروس لا يبعد كثيراً عن منزل أهل العريس .
وعندما يصل موكب العريس إلى بيت أهل العروس يستقبله أهل العروس بعيداً عن باب المنزل مبالغة في الترحيب بأهل العريس في زواج السعوديين .
ثم يدخل العريس والمدعوون منزل أهل العروس في زواج السعوديات، ويجلس العريس والمأذون الشرعي في صدر المجلس ، ومن حولهما والد العريس وإخوانه والمدعوون من الأقارب والأصدقاء .
وغالباً من تستمر السهرة إلى نهاية الليل عند كل من أهل العريس وأهل العروس في زواج السعوديين ، ويتخللها طعام العشاء . وبرغم انقراض هذه العادات فإن بعض الأسر الثرية لاتزال تحرص عليها ، ولاسيما موكب الزفة باعتباره تقليداً تراثياً جميلاً .
وفي صباح اليوم الذي يعقب ليلة الزفاف ، والذي يعرف باسم الصبحية أو الصباحية تقوم العروس بتغير ملابسها في ضحا ذلك اليوم بمساعدة أمها أو احدى القريبات ـ وتأخذ مكانها في غرفة الاستقبال ، حيث يقدم لها العريس وأهله بعض الهدايا ويسمونها " التصبيحة " وغالباً ما تكون من الحلي الذهبية مثل الأساور و الأقراط و الخواتم وقطع المجوهرات الأخرى .
وعادة تكون هدية العريس مميزة عن بقية الهدايا الآخرى ، وغالباً ما تكون طاقماً كاملاً من عقد وأسورة وخاتم وقرطين وفي أثناء ذلك يقدم أهل العروس في زواج السعوديين إلى كل من العريس ووالده وإخوانه " بقشة " بداخلها بدلة كاملة من الزي السعودي المعروف " ثوب ولباس وكوفية وغترة وعباءة "
ويقدم أقارب العروس من الرجال والنساء لعروستهم بعض الهدايا من الحلي الذهبية أو من القماش أو العطر ، بجانب ما تحصل عليه من أهل العريس وأقاربه ، ثم توضع هذه الهدايا كلها في مكان بارز من غرفة العريس ، ليشاهدها المدعوات من النساء ، وهذه أشهر العادات والتقاليد المعروفة لديزواج السعوديين والسعوديات المتبعة من معظم قبائل السعودية.